الْآخِرِينَ)شق ذلك على المسلمين ، فنزلت : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ، وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ).
وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق بسند فيه نظر ، من طريق عروة بن رويم عن جابر بن عبد الله قال : «لما نزلت (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) وذكر فيها (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) بكى عمر ، وقال : يا رسول الله ، آمنا بك ، وصدقناك ، ومع هذا كله ، من ينجو منا قليل ، فأنزل الله تعالى : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ، وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمر ، فقال : يا عمر بن الخطاب ، قد أنزل الله فيما قلت ، فجعل (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ، وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) ، فقال عمر : رضينا عن ربنا وتصديق نبينا».
والخلاصة : أن كلتا الروايتين مشكوك فيهما.
المناسبة :
بعد أن ذكر الله تعالى الصنف الثالث من الناس يوم القيامة ، وهم السابقون ، ذكر ما يتمتعون به من أنواع النعيم في الفرش والخدم والطعام والشراب والنساء والأحاديث الخالية من اللغو والفحش والإثم ، مع إفشاء السلام بينهم.
التفسير والبيان :
(ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ، وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) أي إن السابقين السابقين المقربين هم جماعة كثيرة لا يحصر عددهم ، من الأمم السابقة ، من لدن آدم إلى نبينا صلىاللهعليهوسلم ، وقليل من هذه الأمة ، وسموا قليلا بالنسبة إلى من كان قبلهم وهم كثيرون ، لكثرة الأنبياء فيهم ، وكثرة من أجابهم.
والدليل على أن (القليل) من أمة محمد صلىاللهعليهوسلم قوله صلىاللهعليهوسلم فيما رواه الشيخان وأحمد والنسائي عن أبي هريرة : «نحن الآخرون ، السابقون يوم القيامة»