(فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) سجع لطيف غير متكلف ، أو ما يسمى توافق الفواصل في الحرف الأخير ، مما يزيد في تأثير الكلام وجماله.
المفردات اللغوية :
(سِدْرٍ) شجر النبق : وهو شجر يمتاز بكثرة أوراقه وأغصانه ، إلا أن له شوكا. (مَخْضُودٍ) لا شوك فيه ، مقطوع الشوك ، من خضد شوكة ، أي قطع. (وَطَلْحٍ) شجر الموز. (مَنْضُودٍ) متراكب الثمر ، نضّد حمله من أسفله إلى أعلاه ، فليست له سوق بارزة ، بل ثمره مرصوص بعضه فوق بعض بنظام جميل. (مَمْدُودٍ) دائم باق ، لا يزول ، منبسط لا يتقلص ولا يتفاوت. (مَسْكُوبٍ) جار دائم لا ينقطع ، مصبوب يسكب لهم.
(وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) كثيرة الأجناس والكميات. (لا مَقْطُوعَةٍ) لا تنقطع في وقت. (وَلا مَمْنُوعَةٍ) ولا تمتنع عن متناولها بوجه كثمن أو غيره ، فهي مباحة سهلة التناول. (وَفُرُشٍ) جمع فراش كسرج وسراج. (مَرْفُوعَةٍ) عالية منضدة مرفوعة على السرر. (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً) خلقناهن خلقا جديدا من غير ولادة ، وهن الحور العين. (أَبْكاراً) عذارى ، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن عذارى. (عُرُباً) جمع عروب ، وقرئ «عربا» متحبّبات إلى أزواجهن عشقا له. (أَتْراباً) مستويات السن ، جمع ترب.
سبب النزول :
نزول الآية (٢٧):
(وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ..) : أخرج سعيد بن منصور في سننه والبيهقي في البعث عن عطاء ومجاهد قالا : لما سأل أهل الطائف الوادي يحمى لهم ، وفيه عسل ، ففعل ، وهو واد معجب ، فسمعوا الناس يقولون : في الجنة كذا وكذا ، قالوا : يا ليت لنا في الجنة مثل هذا الوادي ، فأنزل الله : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ، فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ) الآيات.
نزول الآية (٢٩):
(وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) : أخرج البيهقي من وجه آخر عن مجاهد قال : كانوا