يعجبون بوجّ ـ واد مخصب في الطائف ـ وظلاله وطلحة وسدره ، فأنزل الله : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ، ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ، فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ).
المناسبة :
لما بيّن الله تعالى حال السابقين وأوصاف نعيمهم ، شرع في بيان حال أصحاب اليمين من الأصناف الثلاثة في الآخرة ، وعدد أوصاف نعمهم من فواكه وظلال ومياه وفرش ونساء حسان عذارى في سن واحدة.
التفسير والبيان :
(وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ، ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) هذا عطف على السابقين المقربين ، وهم أصحاب اليمين الأبرار الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم ، منزلتهم دون المقربين ، فهم أقل درجة في النعيم من السابقين ، لأنهم كانوا في الدنيا أضعف إيمانا ، وأقل إخلاصا وعملا ، فأشجارهم وفواكههم وما يؤتون به من النعيم لا يبلغ درجة ما يناله أصحاب السبق.
ومع ذلك ، فهم في درجة عالية ومنزلة رفيعة ، لذا جاء الكلام في مدحهم على نحو هذا الأسلوب العربي لإفادة المبالغة في المدح ، كما يقال : فلان ما فلان؟ والمعنى : وأما أصحاب اليمين السعداء ، فما أدراك ما هم ، وأي شيء هم ، وما حالهم ، وكيف مآلهم؟! وهذا يلفت النظر ويثير الانتباه للتعرف على مصيرهم. لذا جاء التفصيل لبيان ما أبهم من حالهم ، فقال تعالى :
(فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ، وَماءٍ مَسْكُوبٍ ، وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ، لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) أي هم يتمتعون في جنات ذات شجر مورق كثير الورق ، مقطوع الشوك ، وشجر موز منضد متراكب الثمر بعضه فوق بعض ،