وغرتكم الأماني الباطلة حيث قلتم : سيغفر لنا ، وغرتكم الدنيا وطول الأمل ، حتى جاءكم الموت ، وغرّكم أو خدعكم الشيطان ، حتى قال لكم : إن الله غفور رحيم لا يعذبكم.
(فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ، مَأْواكُمُ النَّارُ ، هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي ففي هذا اليوم لا تقبل منكم فدية تفدون بها أنفسكم من النار أو العذاب ، أيها المنافقون ، كما قال تعالى : (وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ) [البقرة ٢ / ١٢٣] ولا من الذين كفروا بالله ظاهرا وباطنا ، منزلكم الذي تأوون إليه النار ، هي أولى بكم من كل منزل ، وبئس المصير الذي تصيرون إليه ، وهو النار.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ يستنجد المنافقون (الذين أظهروا الإسلام في الدنيا وأبطنوا الكفر) بالمؤمنين الذين نجوا من العذاب ، طالبين منهم انتظارهم أو إمهالهم وتأخيرهم ليأخذوهم معهم ، والاستضاءة بنورهم. قال أبو أمامة : يعطى المؤمن النور ، ويترك الكافر والمنافق بلا نور.
٢ ـ تقول الملائكة أو المؤمنون لهم : ارجعوا إلى الموضع الذي أخذنا منه النور ، فاطلبوا هنالك لأنفسكم نورا ، فإنكم لا تقتبسون من نورنا.
٣ ـ لما رجعوا وانعزلوا في طلب النور ضرب حاجز بين الجنة والنار ، باطنه فيه الرحمة ، وهو ما يلي المؤمنين ، وظاهره فيه العذاب وهو ما يلي المنافقين.
٤ ـ ينادي المنافقون المؤمنين قائلين لهم : ألم نكن معكم في الدنيا ، نصلي كما تصلون ، ونجاهد كما تجاهدون ، ونفعل مثلما تفعلون؟