(يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) أي يوم يدفعون ويساقون إلى نار جهنم دفعا عنيفا شديدا.
ويقال لهم تقريعا وتوبيخا :
١ ـ (هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) أي تقول الزبانية لهم تقريعا وتوبيخا : هذه النار التي تشاهدونها هي النار التي كنتم تكذبون بها في الدنيا. والتكذيب بها تكذيب للرسول الذي أخبر بها من طريق الوحي.
٢ ـ (أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ؟) أي أهذا الذي ترون وتشاهدون سحر كما كنتم تقولون لرسل الله المرسلة ولكتبه المنزلة؟ بل إنه لحق ولكنكم أنتم عمي عن هذا ، كما كنتم عميا عن الحق في الدنيا ، أي لا شك في المرئي ، ولا عمى في البصر ، فالذي ترونه حق.
٣ ـ (اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا ، سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي إذا لم يمكنكم إنكار ما ترون من نار جهنم ، وتحققتم أن ذلك ليس بسحر ، ولم يكن في أبصاركم خلل ، فالآن ادخلوها دخول من تغمره من جميع جهاته ، وقاسوا حرها وشدتها ، ثم يستوي الأمران : الصبر على العذاب وعدم الصبر وهو الجزع ، فلا ينفعكم شيء ، وافعلوا ما شئتم ، فالأمران سواء في عدم النفع ، وإنما الجزاء بالعمل خيرا أو شرا ، وبما أن العذاب واقع حتما ، كان الصبر وعدمه سواء ، فسواء صبرتم على عذابها ونكالها أم لم تصبروا ، لا محيد لكم عنها ، ولا خلاص لكم منها ، ولا يظلم الله أحدا ، بل يجازي كلا بعمله.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ أقسم الله تعالى بأشياء خمسة : هي الطور والكتب المنزلة ، والبيت