قولي وكفى بك هاديا ونصيرا.
إن القرآن «نور وبرهان» : (قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (٤ : ١٧٤) و «بيان» : (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (٣ : ١٣٨) و «مبين»: (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) (٢٦ : ٢) .. (قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (٣٩ : ٢٨) وتبيان : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) (١٦ : ٨٩).
وهذا النور البرهان ـ المبين البيان التبيان : قرآن عربي لا عوج له في كونه وكيانه ، في بيانه وبرهانه ، مفصحا بليغا بأعلى القمم لأعلى القيم في تبيانه ، وترى النور بحاجة الى نور ، والبرهان يحتاج الى برهان؟! وهو نور الأنوار (نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ..)!.
ف «إن هذا القرآن هو النور المبين ، والحبل المتين ، والعروة الوثقى ، والدرجة العليا ، والشفاء الأشفى ، والفضيلة الكبرى ، والسعادة العظمى ، من استضاء به نوّره ، ومن عقد به أموره عصمه الله ، ومن تمسك به أنقذه الله ، ومن لم يفارق أحكامه رفعه الله ، ومن استشفى به شفاه الله ، ومن آثره على سواه هداه الله ، ومن طلب الهدى في غيره أضله الله ، ومن جعله شعاره ودثاره أسعده الله ، ومن جعله إمامه الذي يقتدي به ، ومعوّله الذي ينتهي اليه أداه الله إلى جنات النعيم والعيش السليم» (١).
ف«إنه هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الأحداث وعصمة من الهلكة ، ورشد من
__________________
(١) تفسير الامام الحسن العسكري عن أبيه عن آباءه عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم).