وبصيغة مختصرة محتصرة كل من ضل عن الصراط المستقيم فهو من الضالين : من مستضعف قاصر لا يستطيع حيلة ولا يهتدي سبيلا (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً. فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُوراً) (٤ : ٩٩).
ومن مستضعف مقصر (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً) (٤ : ٩٧).
ومن مستكبر معاند للحق وهو من رؤوس الضلالة ضالا مضلا ناكبا منكبا عن الصراط وهو من المغضوب عليهم (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ. فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) (٥٦ : ٩٤).
ومختلف دركات الضلال موزّعة بين فرق النصارى لحد لا مثيل لهم في سائر الطوائف ، ولذلك يفسّر بهم «الضالين» في الحديث كأضل الضالين.
و «الضالين» يهيمن على المغضوب عليهم حيث تشملهم وسواهم ، وقد يشمل سائر السبل الملتوية وإن كانت موصلة إلى الله.
ولكن الصراط المستقيم هو أسلم السبل إلى الله مهما كان درجات ، فكل درجة أدنى ضلال بالنسبة للأعلى حال أنها سبيل إلى الله : (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى).
ولكنما الضلال قصورا أو تقصيرا هو المقصود من «الضالين» حيث الضال الذي يتحرّى الصراط ، وهو في سبيله إلى الصراط ، ضلاله ضلال قدسي كما الشك المقدس وهو في سبيله إلى اليقين ، والإسلام في سبيله إلى الايمان ، فانه ليس نفاقا ولا إيمانا ، بل هو إسلام إلى إيمان : (قالَتِ الْأَعْرابُ