آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٤٩ : ١٤).
وأما الضال الذي يرى نفسه على هدى بقصور أو تقصير ، فهو في الحق ضالّ لا يرجى هداه.
فلأن الداعي في صلاته ـ في الأكثرية الساحقة ـ ليس على صراط مستقيم ، فهو ضال عنه ، ولكنه سالك إليه متحرّ عنه ، فلا يسمىّ ضالا قسيما للمغضوب عليهم ، مهما كان ضالا بقياسه بمن هو على صراط مستقيم.
فالسالكون إذا اربعة : ١ ـ مؤمن ليس على صراط مستقيم وهو في سبيله ، ٢ ـ من هو على صراط مستقيم. ٣ ـ المغضوب عليهم غير المؤمنين ولا المتحرين عن إيمان بل معاندين له ومتعنتين عليه. ٤ ـ الضالين الذين ضلوا الصراط والسبيل إلى الصراط ، فهم عن الصراط لناكبون.
فالأوّلان هما من المصلين المهتدين ، والآخران من الناكبين عالمين او جاهلين.
فالمؤمنون الذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم ، هم في سبل السلام آمنون ، سالكون إلى الصراط المستقيم : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (٧ : ٨٢) مهما اختلج لهم شرك خفي أم ظلم عملي ، ف (ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ).
عود على بدء في السبع المثاني
لقد شملت البسملة على ثلاثة من اسماء الله هي أهمها كلها ، وشملت السبع المثاني ـ ككل ـ على خمسة هي أصول أسماء الدالة على المبدء والمعاد