الإيمان ، وهكذا يستمر دور الإيمان والصالحات تعاملا وطيدا حتى يبلغ بصاحبه الذروة دون حدّ ولا نهاية.
وهنا نجد تساوقا وتناسقا بين هذه الخمس من مواصفات المتقين على درجاتها ، ما نجد التقوى سارية في كافة جنبات الحياة في الغيب والشهادة ، فرادى وجماعات وفي كل المجالات.
من تقوى في محراب العبادة : الصلاة (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) إلى تقوى في محراب الحرب والقتال : (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (٢ : ١٧٧) (بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) (٣ : ١٢٥).
وتقوى في الإقتصاد : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) ـ (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (٥ : ٩٣) (وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً ... فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ) (٢ : ٢٨٣) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا ..) (٢ : ٢٧٨).
وتقوى سياسية : (وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ..) (٢ : ٢٠٦) (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) (٣٣ : ١).
وعلى الجملة تقوى فردية وتقوى جماعية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ..) (٦ : ٦) :
وتقوى في الصبر والمصابرة والمرابطة : الروابط السياسية وسواها بين