(وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) : حال أن قلوبهم خاوية عن الإيمان ، كافرة بمبادئ الإيمان ، فقد يوافق القلب اللسان في دعوى الإيمان فهو إيمان ، وقد ينافقه فهو الكفر النفاق ، وآخر لا ينافقه إذ لا يعانده ولا يوافقه إذ لم يعرفه فلمّا لم يدخل الإيمان فيه وهو يتروّيه ، فهذا إسلام بلا ايمان : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٤٩ : ١٤) فهي عائشة حالة الانتظار حتى تؤمن كما النص فيه «ولمّا» دون استهتار المنافق ولعبته حيث فيه (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) : ليسوا ممن يؤمن ولا يتروّى الايمان ، فأولاء هم المندّد بهم دون هؤلاء ، إلّا تجهيلا تخطئة في التعبير «آمنا» بل (قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا ..)!و
هذه حالات أربع حاضرة في مواجهات الإيمان : كفرا ونفاقا أو إسلاما مترويّا أو إيمانا ، ومهما سمي المنافق مسلما فإن إسلامه استسلام لا إسلام (١).
(٢) (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ) (٩).
باب ثان وهي الخداع : إنزال الغير عما هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه ، والمخادعة خداع بين طرفين ، ابتداء من طرف وانتهاء الى آخر ، كفاحا ضد الخداع : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ) (٤ : ١٤٢) واين خداع من خداع ، خداع اوّل كلّه عجز ومكر وكذب ونفاق كما المخادعين الله ، وخداع ثان لا تحمل إلّا اسمه فإنها عن قدرة وصدق
__________________
(١) ان للسان والقلب والأركان احوال :
فقد يقر اللسان بالحق وقد ينكر او يسكت ، ثم قد يوافقه القلب في الإقرار او ينافقه او يتردد مترويا الحجة للكفر او الايمان ، ثم قد يوافقها العمل او ينافقهما.