فالمحدث يفسره بما يجده من أحاديث تناقلتها الرواة ، ناظرا الى أسانيدها ، غضا عن متونها ، فإذا قيل : إسناده صحيح ، صحّح به تفسير القرآن وافقه ام خالفه ، رغم وجود الكثير من وثنيات وإسرائيليات ومسيحيات وأضرابها من خرافات تسربت الى أحاديث الإسلام فترسبت في كتب الحديث ، مهما صحت أسناد منها او ضعفت.
كما يروى من طريق السنة «ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سحر» مسا من كرامة النبوة ، والقرآن يقول عن هؤلاء المختلقين انهم ظالمون : (إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) (٣٥ : ٩) (١).
ويروى من طريق الشيعة في تفسير دابة الأرض أنها علي عليه السلام! مسّا جاهلا او متجاهلا من كرامة الخلافة الإسلامية المنصوصة المنصوبة.
وكثير أمثال هذه الخرافات الزور التي تناقلتها الرواة والمفسرون من الفريقين دون رعاية لصريح القرآن او ظاهره حيث يمجّه وينافيه.
فهذا ليس تفسيرا للقرآن بالسنة ، وانما بالرواية التي يعتبرها رواتها سنة ويتقبلها المفسر بالسنة كسنة ، وما هي سنة ، فانها ليست إلّا قول الرسول او فعله وتقريره ، ولا سبيل إليها قويما إلّا موافقتها للقرآن حيث
__________________
ـ والقدر والتقديم والتأخير والمبين والعميق والباطن والابتداء من الانتهاء والسؤال والجواب والقطع والوصل والمستثنى منه والجار فيه والصفة لما قبل مما يدل على ما بعد والمؤكد منه والمفصل وعزائمه ورخصه ومواضع فرائضه واحكامه ومعنى حلاله وحرامه الذي هلك فيه الملحدون والموصول من الألفاظ والمحمول على ما قبله وعلى ما بعده ـ فليس بعالم بالقرآن ولا هو من اهله ومتى ادعى معرفة هذه الأقسام بغير دليل فهو كاذب مرتاب مفتر على الله الكذب ورسوله ومأواه جهنم وبئس المصير».
(١) راجع ج ٣٠ ص ٥٣٩ حول آية النفاثات في العقد ، وج ١٥ حول آيته وكذلك الفرقان الآية ٨.