(عليه السلام) بتعليم الأسماء بالذوات دفعة واحدة ، مما يدل على رجاحة ميزانيته عليهم (١) ، وعلى أفضلية هؤلاء الخلفاء كذلك.
وبطبيعة الحال حصلت لهم أشباح من المعرفة بهذه الذوات حسب الدرجات ، ولكنما الحقيقة المحمدية لم تكن تظهر لهم ولا لآدم كما يحق ، فقد بهروا وتحيروا منها ، واستدلوا بما عرفوا مما دونها على تلكم القمة العليا (٢) وتعبدت لهم الطريق لكي يسجدوا لآدم كما أمروا!
... (فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في دعواكم (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) وأنكم الأفضلون من هذه الخليفة ـ و «صادقين» في سؤالكم (أَتَجْعَلُ فِيها)؟
فها أنتم لم تعرفوا أسماءهم بعد ما عرضوا لكم بأشباحهم فكيف تدّعون؟ .. ثم وبعد أن تعرفوا أسماءهم فتزدادون بهم معرفة بعد ما أنبأكم آدم ، فتعرفون من هم ، فأين هم وأين أنتم؟!
(فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ ... وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ) مما تقولون (وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ): وقد كتمه الله عنا إلّا ما بينه عن إبليس.
فقد «عجزت الملائكة على قربهم من كرسي كرامته وطول ولههم إليه
__________________
(١) في معاني الأخبار وكمال الدين وتمام النعمة وعن الصادق (عليه السلام): ان الله عز وجل علم آدم اسماء حججه كلها ثم عرضهم وهم أرواح على الملائكة فقال : (أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ») بأنكم أحق بالخلافة في الأرض
(٢) تفسير البرهان ١ : ٧٣ عن تفسير الامام الحسن العسكري (عليه السلام) في آية الأسماء قال : اسماء أنبياء الله واسماء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبين من آلهما ـ ثم عرضهم ـ : عرض محمدا وعليا والائمة على الملائكة ، اي عرض أشباحهم وهم أنوار في الأظلّة.