رجل ولي من أولياء الله ، فهل «بقي شيء ـ بقي شيء» (١) لله ، لو سوينا بينه وبين عباده احتراما فضلا عن عبادة! كما هوى رجل على قدميه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : تنح! دع عنك أفاعيل الأعاجم (٢) وما إلى ذلك من مواقف مشرفة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من آل الرسول ، مستنكرين الركوع او السجود ـ مهما كان احتراما دون عبادة لغير الله ـ ، ولهم! وهم من نعرفهم بفضلهم على آدم ومن فوقه ، فكيف يختص آدم بسجود الملائكة ، ثم يحرم من هم أدنا منهم ان يسجدوا لمن فوقه ، ان هي إلّا قيلة فارغة هراء ، والله منها براء! أم كان آدم قبلة لهم في سجودهم لله؟ والقبلة لا يسجد له ، وإنما يسجد إليه ، وهنا السجود لآدم لا الى آدم! ثم لا تفضيل له عليهم بالسجود إليه كقبلة ، كما الرسول يسجد إلى القبلة التي هي دونه! والسجدة لآدم تحمل تكريما له على الملائكة وفيهم إبليس القائل : (أَرَأَيْتَكَ
__________________
ـ لهم يسجدون نحوه لله عز وجل وكان بذلك معظما مبجلا ولا ينبغي لأحد ... ولو أمرت أحدا ان يسجد هكذا لغير الله لأمرت ضعفاء شيعتنا وسائر المكلفين من شيعتنا ان يسجدوا لمن توسط في علوم وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
(١) في الوافي باب المعانقة والتقبيل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قيل له اعطني يدك اقبلها فأعطاها ثم وجهك فأعطاه ، ثم قال : ورجلك قال : هل بقي شيء ثم قال : لا يقبل وجه احد ولا يده إلّا رسول الله او من أريد به رسول الله ـ وفي حديث آخر : إلّا رسول الله او وصي رسول الله.
(٢) في حديث لا اذكر مسنده ان أعجميا أراد ان يهوى على قدمي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : تنحّ! دع عنك أفاعيل الأعاجم.
وفي تفسير الرازي ٢ : ٢١٢ عن الثوري عن سماك بن هاني قال : دخل الجاثليق على علي بن أبي طالب فأراد ان يسجد له فقال علي (عليه السلام) : اسجد لله ولا تسجد لي.