بظلم غير محرم كما في يونس وموسى ، وبينهما مثلث البون :
١ ـ انهما لم يسبق لهما نهي ، وقد سبق لآدم أشده بتهديدات!
٢ ـ انهما اعترفا بظلم توجّهه قرينته أنه ـ فقط ـ انتقاص في الدعوة دون قصد ، ولكن آدم وزوجه (فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) : سائر الظالمين العصاة لا «فتكونا ظالمين» حتى يتحمل ما تحمّله في يونس وموسى!.
٣ ـ إنّ ظلم آدم مقرون بقرائن قاطعة أنه ظلم الزلة والغواية والعصيان ، دونهما حيث القرائن تنفي عنهما ظلم العصيان.
وترى هل يتحمل هكذا نهي أنه تنزيهي إرشادي ، فان ذوق الشجرة أتبع الهبوط عن الجنة فعناء الحياة الأرضية وشقاءها ، فقد نهيا عنها إرشادا إلى التحرز عن هذه الشقاء ، ولو لا انه ـ فقط ـ ارشادي : لا مولوي ـ لأنتجت توبتهما رجوعهما إلى ما كانا فيها ولم يرجعا بعدها؟!
إلّا أن المتصور من النهي والأمر : المولوية ـ الإرشاد ـ مجموع الأمرين.
فإذ ينهى المولى مولويا وللإرشاد الى ما يحمله من فساد ، كان العصيان ثنائيا فالظلم اثنان ، كما في أكثرية النواهي التشريعية.
وإذ ينهى مولويا دون إرشاد الى محظور الفساد ، فهذا نهي ابتلائي فعصيان واحد لا اثنان ، كما في القليل من موارده.
وإذ ينهى إرشاديا لا مولويّا ، فقد يتحمل توجيه خلاف الأولى! وقد لا يتحمله.
والأغلبية الساحقة من أوامر الله ونواهيه هي من القبيل الأول فان الله يأمر وينهي كرب العالمين ومولى الخلق أجمعين ، بما يحمل توجيهات ـ عرفناها ام لا ـ إلى مصالح فيما يأمر ومفاسد فيما ينهى ، فليس ذكرى