نبوته مشهورة ، أنه كان قبل النبوة (١) ثم لا نجد تأويلا يجعل عصيانه خلافا للأولى!
٥ ـ كيف يجوز العصيان من الخليفة المفضلة على الملائكة وهو نبي؟!
في الحق ان آدم (عليه السلام) لم يكن نبيا حين عصى : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَى ، ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) فاجتبائه بما تاب عليه وهدى كان بعد ما عصى وغوى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (٣ : ٣٣) «فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيره ولا كبيرة» (٢) وخطابه بوحيه قبل نبوته لا
__________________
(١ ، ٢) نور الثقلين : ١ / ٥٩ عن عيون اخبار الرضا (ع) باسناده الى علي بن محمد الجهم قال حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (ع) فقال له المأمون يا ابن رسول الله (ص) أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟ قال : بلى ، قال : فما معنى قول الله عز وجل : وعصى آدم ربه فغوى ـ الى ان قال بعد عرض قصة الجنة والشجرة : وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار وانما كان من الصغاير الموهوبة التي تجوز على الأنبياء وقيل نزول الوحي عليهم فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة قال الله تبارك وتعالى : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) وقال عز وجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ).
وفي الدر المنثور : ١ / ٥٤ عن أبي بن كعب عن النبي (ص) في حديث قال ، قال الله تعالى يا آدم اخرج من جواري فبعزتي لا اساكن من عصاني ولو خلقت ملء الأرض مثلك خلقا ثم عصوني لأسكنهم دار العاصين قال : أرأيت إن انا تبت ورجعت أتتوب علي؟ قال : نعم يا آدم!
واما ما في الدر المنثور انه كان نبيا حين دخل الجنة فلا يناسب الآية كما أخرجه الطبراني وابو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله (ص)! أرأيت آدم أنبياء كان؟ قال : نعم كان نبيا رسولا كلمة الله قبلا ، قال له : (يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ).