يخصه إذ أبى عن السجود لآدم واستكبر : (قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) (٧ : ١٣).
ومن ثم امر يعمه وأبوينا : (قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) (٧ : ٢٤) (فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) .. (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً) مهما امرا ـ هما بأمر آخر يخصهما : (قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ..) (٢٠ : ٢٣).
فامر الهبوط الجماعي هناك دليل أن إبليس كان بعد في الجنة ، أن عصى ربه في أمره الاول ، ولكنما الثاني كان نافذا لم يقدر ولم يقدرا أن يعصوه ، إذا فالأول أمر تشريعي ، والثاني يعمه والتكويني أن اهبطهم من الجنة ، مهما كان ذلك للشيطان دحرا دائبا ، ولأبوينا هبوطا آئبا الى دار الخلد والكرامة!.
ثم (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) في جماعيّ الأمر (اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً) تأشير الى العداوة الدائبة بين الشيطان وبين الإنسان ، فما هي العداوة بين بعض في ثنائي الأمر : (اهْبِطُوا .. بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)؟
هل هي العداوة بين قبيلي الأناثى والذكران من بني الإنسان ، ام نسل الإنسان ككل حيث التثنية تخرج الشيطان ، ولا مباعضة بين الإنسان والشيطان حتى تعمهما هنا المباغضة؟.
ام إنها بين الإنسان والشيطان طالما الشيطان غير مذكور هنا ولكنه مذكور هناك ، ولا تعني المباعضة المجانسة ، وإنما مباعضة في هذا الجمع العصيان ، او الجمع الذي يجوز عليه ككل العصيان ، فثنائية الأمر وجماعيته تعنيان العداوة الدائبة بين قبيلي الإنسان والشيطان.
او انها ـ وباحرى ـ تعنيهما جميعا ، فآية الجمع تعني عداوة الجمع ، بين