يستدلون بكفر الاوّلين فلا يؤمنون ، أن لو كان خيرا فليكونوا هم أوّل المؤمنين إذ كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم! وأهل البيت أدرى بما في البيت.
فقد منعوا هنا أن يكونوا قدوة في الكفر ، فحجة للنفوس الضعيفة ، رغم ما عليهم أن يكونوا أوّل المؤمنين ، فقدوة للآخرين.
ثم الاوّلية المنهية هنا تعم الزمنية والرتبية ، وقد جمعوا بينهما ، فكانوا أوّل كافر به منذ أوّل المواجهة من العهد المدني ، قبل أن يكفر به غيرهم من مشركين وكتابيين هناك ، وكانوا كذلك أوّل كافر به في ألدّه وأشده ، مهما كانت الاوّلية الزمية في العهد المكي للمشركين حيث لم يكن هناك كتابيون ، فهم أولاء كانوا الاوّلين والآخرين في الكفر المكي ، وبنو إسرائيل هم الاوّلون زمنا في العهد المدني ، ورتبة في المكي ايضا وفي كل العهود ، حيث لم يعهد كفر أكفر من كفرهم وحتى الآن!.
ف (أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) عليه وزره ووزر من كفر به إلى يوم القيامة ولا ينقص أولئك من أوزارهم ، كما أن اوّل من آمن به له أجره وأجر من آمن به إلى يوم القيامة ولا ينقص أولئك من أجورهم ، وكما ثبت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ولا ينقص أولئك من أجورهم شيء ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيء».
... (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) (٤)
.. إنها آيات بيّنات في كتابات الرسل الإسرائيلين تحمل بشارات