بالقرآن ونبيّه ، اشتروا بها ثمنا قليلا أن حرفوها بزيادة أو نقصان او تحوير وتغيير ، في التوراة والإنجيل وما بينهما من كتاب ، كيلا يبقى أثر من محمد وقرآنه فيها ، مغبة ثمن قليل وكلّ ثمن بجنب آيات الله قليل! : من أثمان مادية يأخذونها من الأثرياء المستغلين ، ومن معنوية يكتسبونها : بقاء ومزيدا على مناصبهم الروحية الإسرائيلية ، ومكانة عند الفراعنة والقياصرة ، هؤلاء الذين يرون شريعة القرآن خطرا على كيانهم ، ومكانتهم فيما بينهم من الربانيين والأحبار ـ أم ماذا!.
فهذه الأثمان كلها قليلة وجاه آيات الله ، دون أن يعني «قليلا» هنا مقابل الكثرة ، إذ لا كثرة في ايّ الأثمان في هذه التجارة البائرة الخاسرة ، حيث تبوء خواء في الدنيا والآخرة!
هنا المثمن المباع هي آيات الله ، والثمن ما يكسبونه بتحريف آيات الله ، والثمن لا يشترى وإنما المثمن هو المباع والمشترى ، فما هو التوجيه لكون الثمن هنا هو المشترى؟.
علّه أن الثمن هو المرغوب فيه دائما مهما كان نقدا أم سواه ، فالذي يقدم ببيع ما عنده بما ليس عنده ، ليس الّا لرغبته فيما ليس عنده ، مهما كان ما عنده مرغوبا فيه أو مرغوبا عنه.
فهؤلاء المحرفون آيات البشارات كانوا راغبين عنها إذ يرون فيها انقضاء النبوة الإسرائيلية ، وهم يزعمونهم : شعب الله المختار! فإذ يجدون ثمنا عما لا يحبون فهم إلى هذه التجارة يجنحون ، فاشتراء ثمن ببيع آيات الله يوحي بأنهم عنها إليه راغبون.
فليس الثمن والمثمن إلّا بمقياس الرغبة ، حيث المرغوب فيه ثمن والمرغوب عنه او المفضل عليه مثمن ، ففي تبادل سلعتين تعتبر كل واحدة