الصلاة : (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (٢ : ١٢٥) (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) (٤٨ : ٢٩) ولأن السجود أفضل من الركوع تراه مقدما عليه حتى في ركوع جماعة الصلاة : (.. وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) (٣ : ٤٣).
ثم ولم يختص الركوع بين أركان الصلاة بذكره إلّا في هذه الآية تدليلا على عنايتها بالجماعة دون ذكر ركن أو أركان ، والركوع هو الخاص بالصلاة من بين أركانها ، فتكبيرة الإحرام تعم هذه الصلاة وما لا ركوع فيها ولا سجود كصلاة الأموات ، والحمد وسورة بعدها تقرئان في كافة المجالات ، وأذكار الركوع والسجود ، وحالة التشهد والسلام ، وسبحانيات الأخريين ، لا تخص شيء منها بالصلاة ، اللهم إلّا الركوع وهو أبرز حالة ولا سيما في الجماعات!.
وهذه الآية مما تدل على وجوب الجماعة في الصلاة ، وسوف نوافيكم بإشباع البحث في آية صلاة الخوف إن شاء الله تعالى.
وبما أنهم أمروا بالصلاة بعد الإيمان ، يعرف أن الصلاة هي أوّل ظاهرة من مظاهر الإيمان العبادة ، فهي قمة العبادات وعمود الدين.
ثم أمروا بالزكاة بعد الصلاة تدليلا على أنها أفضل وأوجب العبادات المالية الجماعية ، ثم (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) ايحاء أن الصلاة التي هي صلة فردية بالله ، يجب أن يؤتى في جماعات المصلين ، فأصبح هذا الدين جماعيا في كافة الجهات وحتى في الصلاة.
وعلّ المعية هنا فيما عنت ، انضمام بني إسرائيل إلى صفوف المصلين المسلمين ، دون استقلال لهم في صلاتهم إن أسلموا ، استغلالا لقوميتهم ، حيث الإسلام ينسي ما كان ، ويتبنى الحياة جديدة نظيفة عن كافة الأدران ، إضافة إلى ما يتعلمون من فرائض الصلاة حين يركعون مع الراكعين.