الظاهر والباطن :
ظاهر القرآن هو اللائح من المعنى المطابقي حسب قانون الأدب اللفظي ، نصّا أو ظاهرا مستقرا ، والباطن هو الإشارة واللطيفة والحقيقة ، وهذه مراحل اربع وكما يرويه الامام الحسين عن أبيه علي امير المؤمنين : «كتاب الله على أربعة أشياء على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق فالعبارة للعوام والإشارة للخواص واللطائف للأولياء والحقايق للأنبياء» ولعل الحقائق هي التأويلات : المآخذ والنتائج كما ياتي حول آية التأويل.
فالعبارة هي المعبّرة عن المعنى الظاهر دون مجرد اللفظ بلا عبارة له عن المعنى ، ولو كانت هي اللفظ لكان ثانيه المعنى دون الإشارة ، وقد ثنّاه بالإشارة التي هي بعد المعنى ، ثم هذه العبارة المعنى تشير للخواص الى لطائف ، وهذه اللطائف قد تشير إلى الحقايق وهي خاصة بأهل الوحي : أهل بيت الرسالة المحمدية (صلى الله عليه وآله وسلم).
إذا فالمعاني الباطنية هي سلسلة إشارات فلطائف ثم حقائق تنبع من المعاني الظاهرية لمن شرح الله صدره بالقرآن ، عاش قلبه القرآن فعاش القرآن قلبه ، فأصبح عشيرا للوحي القرآني (١).
__________________
ـ رفعه إلى خثيمة قال قال ابو جعفر (عليه السلام) : ...
(١) قال المغفور له الفيض الكاشاني في المقدمة الخامسة من تفسيره : ان من زعم ان لا معنى للقرآن الا ما يترجمه ظاهر التفسير فهو مخبر عن حدّ نفسه ولكنه مخطئ في الحكم برد الخلق كافة الى درجته التي هي حده ومقامه ، بل القرآن والاخبار والآثار تدل على أن في معاني القرآن لأرباب الفهم متسعا بالغا ومجالا رحبا قال الله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) وقال : (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على احسن الوجوه».