فليست الإشارات إلا من مشيرات المعاني الواسعة لمن شرح الله صدره ، ولا اللطائف إلّا من هذه الإشارات ، درجات تلو بعض لمن يتدرج إليها بمدارج التدبير ولطيف التفكير وواسع الصدر ، دون فوضى ادّعاء لكل من يهوى ما يهواه فيسميه إشارة او لطيفة او حقيقة!.
فليتجنب المفسر عن استعمال القياس في القرآن ـ ف «من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس» (١) ـ «مائلا عن المنهاج ، طاعنا في الاعوجاج ، ضالا عن السبيل ، قائلا غير الجميل» (٢).
وفي الصادقي (عليه السلام): «إن للقرآن بطنا وللبطن ظهرا وليس شيء أبعد من عقول الرجال منه ، إن الآية لتنزل أولها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل ينصرف على وجوه» (٣).
__________________
ـ ثم قال : فالصواب ان يقال : من أخلص الانقياد لله ولرسوله وأهل البيت (عليهم السلام) وأخذ علمه منهم وتتبع آثارهم واطلع على جملة من أسرارهم بحيث حصل له الرسوخ في العلم والطمأنينة في المعرفة وانفتح عينا قلبه وهجم به العلم على حقائق الأمور وباشر روح اليقين واستلان ما استوعره المترفون ، وأنس بما استوحش منه الجاهلون وصحب الدنيا ببدن روحه معلقة بالمحل الأعلى ، فله ان يستفيد من القرآن بعض غرائبه ويستنبط منه نبذا من عجائبه ، ليس ذلك من كرم الله تعالى بغريب ولا من جوده بعجيب ، فليست السعادة وقفا على قوم دون آخرين وقد عدوا جماعة من أصحابهم المتصفين بهذه الصفات من أنفسهم قالوا : سلمان منا أهل البيت.
(١) قرب الاسناد حدثني هارون بن مسلم قال وحدثني مسعدة بن صدقة قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه ان عليا (عليه السلام) قال : ...
(٢) المستدرك عن الامام الحسين (عليه السلام).
(٣) العياشي عن جابر قال قال ابو عبد الله (عليه السلام) يا جابر : ..