ثم وفي كل القرآن (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) (٧٣ : ٨) أفليست هي بعد آية من القرآن ، وهي أفضل آية من القرآن حيث تعني أمّ القرآن إجمالا كما هي تعنيه اجمالا وهما تعنيانها تفصيلا مهما بان تفصيل عن تفصيل.
ولان البسملة أفضل آية في الذكر الحكيم (١) فلتذكر في أفضل عبادة هي الصلاة ، وليكن عبد الله بسملة لله في مجراه ومرساه ، فابتداء أقواله وأفكاره وأعماله «بسم الله» وانتهاءها «بسم الله» إذا قام «بسم الله» وإذا نام «بسم الله» إذا عقد النطفة «بسم الله» وإذا حضر الموقف «بسم الله» وليكن هو بتمامه اسما لله ، يدل بكله على الله ، إعلانا ـ بالثناء على الله ، وإذاعة لذكر الله ، كما وان الكون كله اسم الله.
__________________
(١) تفسير البرهان عن تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سرقوا أكرم آية في كتاب الله : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، وعن الحسن بن خرزاد وروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا أم الرجل القوم جاء الشيطان الذي هو قريب الإمام فيقول : هل ذكر الله؟ يعني : هل قرأ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؟ فان قال : نعم هرب منه ، وإن قال : لا ركب عنق الإمام ودلّى رجليه في صدره فلم يزل الشيطان إمام القوم حتى يفرغوا من صلاتهم. وعن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي (عليه السلام) قال : بلغه أن أناسا ينزعون بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قال : هي آية من كتاب الله أنساهم إياها الشيطان ، وعن إسماعيل بن مهران قال قال ابو الحسن الرضا (عليه السلام) ان بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أقرب الى اسم الله الأعظم من سواد العين الى بياضها ، أقول وسواد عين البسملة هو الله حيث توسط بياضها ، وعن خالد بن المختار قال سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول : ما لهم قاتلهم الله عمدوا الى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها وهي بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.