فما لهم تركوا أفضل آية من كتاب الله ، اخفتوا بها ثم تركوها ، والكتاب القاطع والسنة القاطعة حجتان لا مرد لهما أنها آية (١) يجهر بها
__________________
(١) في تفسير الثعلبي روى الشافعي عن مسلم بن جريح عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أنها قالت : قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاتحة الكتاب فعد (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) آية (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) آية (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) آية (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) آية (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) آية وفي الدر المنثور ١ : ٣ ـ اخرج الدار قطني وصححه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا قرأتم الحمد فاقرأوا بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ انها ام القرآن وام الكتاب والسبع المثاني وبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ احدى آياتها ، وفيه اخرج الدار قطني والبيهقي في السنن بسند صحيح عن عبد خير قال : سئل علي (عليه السلام) عن السبع المثاني فقال : الحمد لله رب العالمين فقيل له : انما هي ست آيات؟ فقال : «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» آية ، وفيه اخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه في تفسيره والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحمد لله رب العالمين سبع آيات بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إحداهن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم وهي فاتحة الكتاب ، أقول : ومن أمثاله نتبيّن ان الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ تعبيرا عن السورة لا يعني استثناء البسملة عنها ، بل هو تعريف بأول آية غير مشترك فيها ولأنها سورة الحمد.
وأخرج الدار قطني ، والبيهقي ، عن أبي هريرة ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا قرء وهو يؤم الناس افتتح بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، واخرج ابو عبيد وابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة واحمد وابو داود وابن خزيمة وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه والخطيب وابن عبد البر كلاهما في كتاب المسألة عن ام سلمة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقرء بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ .. قطعها آية آية وعددها عد الاعراب وعد بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ولم يعد عليهم ، واخرج الثعلبي عن أبي هريرة قال : كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد إذ دخل رجل يصلي فافتتح الصلاة وتعوذ ثم قال : الحمد لله رب العالمين ـ فسمع النبي (صلى الله عليه وآله ـ