ففي اسمه اللفظي تأتي الابتداء والمصاحبة كما يروى عن الإمام علي (عليه السلام): «إن العبد إذا أراد أن يقرء أو يعمل عملا فيقول : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ـ أي : بهذا الاسم أعمل هذا العمل ، فكل عمل يعمل يبدأ فيه بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فأنه مبارك له فيه» (١) ثم لا استعانة بهذا الاسم إلّا بضرب من التأويل.
وفي أسماء الذاتية والفعلية تأتي الاستعانة كما عن الإمام علي الهادي (عليه السلام): «أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلّا له» (٢) وأما الابتداء فضلا عن المصاحبة فلا يناسبان هذه الأسماء ، مهما صاحبنا الله بصفاته الفعلية ام والذاتية بضرب من التأويل ، و «الاسم صفة لموصوف» (٣) ونحن لا نصاحب صفات الله او نبتدئ بها ، فان صفاته تعالى تصاحبه ذاتية أم فعلية ، ونحن نستعين بها فيما نروم من مرضاته.
وفي أسماءه الخلقية بوجه عام لا مصاحبة ولا استعانة ولا ابتداء إلّا في مثلث الخواص ، اللهم إلّا مصاحبة في عبادة الله والسجود لله ف (لِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ ..) (١٣ : ١٥)
__________________
(١) تفسير البرهان نقلا عن تفسير الامام العسكري (عليه السلام) عن الامام علي (عليه السلام) وعن محمد بن جرير الطبري باسناده عن ابن عباس قال : ان اوّل ما نزل به جبرئيل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يا محمد قل أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قال : قل : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قال قال له جبرئيل : قل بسم الله يا محمد! يقول : اقرء بذكر الله ربك وقم واقعد بذكر الله :
(٢) تفسير الامام العسكري عن الامام علي (عليهما السلام).
(٣) ابن بابويه بسنده عن ابن سنان قال : سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن ، الاسم ، ما هو؟ قال : صفة لموصوف.