فنحن في مثلث الاستعانة المصاحبة الابتداء للسبعة أسماء الله ، إلّا ما لا يناسب ساحته وسماحته ، فابتداء كل أمر ذي بال ببسم الله توحيد لله ، وتركه إلحاد في الله ، وإشراك غيره في الابتداء به ابتداع وإشراك بالله ، وكل ذلك ـ لأقل تقدير ـ في لفظة القول ، وعلى الموحد أن يوحد الله قالا وحالا وافعالا.
ولأن الاسم في «بسم» جنسه لا شخصه ، فقد تعني كلّ هذه الأسماء ، حيث تتبنّاها (اللهِ ـ الرَّحْمنِ ـ الرَّحِيمِ).
فالله هو ذاته بصفاته الذاتية والفعلية كما هو اسمه اللفظي ، والرحمن صفاته الفعلية العامة ، والرحيم هي الخاصة ، وهما تعمان المنفصلة وسواها وهكذا تعني البسملة ما تعنيه السبع المثاني والقرآن العظيم جملة وتفصيلا!
ثم (اللهِ ـ الرَّحْمنِ ـ الرَّحِيمِ) أسماء ثلاثة تكفي عن سائر الأسماء ولا تكفي عنها سائر الأسماء.
ف «الله» هو اسم للذات المقدسة لا يسمى به سواه (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) (١٩ : ٦٥) كلّا يا الله! وهو الاسم الأعظم الظاهر ، كما «هو» هو الأعظم الباطن ، وقد اشتقت منه كلمة التوحيد : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) حيث الّفت من حروفه الثلاثة ، وكذلك «هو» في وجه (١).
وفيما يروى عن امير المؤمنين (عليه السلام) «الله» أعظم الأسماء من
__________________
(١) من لطيف الأمر في ميّزات اسم الجلالة «الله» بين أسمائه الحسنى أنك كلما حذفت منها حرفا تبقى الدلالة على الذات المقدسة بحاله ومحفوظة عن شريك ف «الله» تجده محذوف الالف في «الله» ومحذوف اللّام ايضا في «إله» ثم محذوف اللام الثاني في «هو» حيث الواو ليست فيه متنا يبقى كما وتحذف في «هم ـ هما» ف «الله» و «هو» اسمان مختصان بالذات المقدسة.