ام من «أله فيه يأله إلها» إذا تحير ، إذ حارت العقول عن كنه معرفته.
ام من «لاه يلوه» إذا احتجت حيث احتجب بكنه ألوهيته ، فلا يرتفع حجاب ذاته للسالكين اليه وحتى لأوّل العابدين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فضلا عن سواه:
يا من هو اختفى لفرط نوره |
|
الظاهر الباطن في ظهوره |
ام من «أله» الفصيل إذا ولع بأمه ، حيث العباد يولعون به ويتضرعون إليه.
أم من أله الرجل يأله إذا فزع حيث الخلائق يفزعون إليه ويستجيرون به.
ثمانية معان عدد أبواب الجنة الثمان كلها واردة بحق الله تبارك وتعالى فانه ـ ١ ـ المعبود ـ ٢ ـ المسكون إليه ـ ٣ ـ المؤله فيه ـ ٤ ـ المرتفع عن خلقه ـ ٥ ـ المتحيّر فيه ـ ٦ ـ المحتجب عن خلقه ـ ٧ ـ المولع به ـ ٨ ـ المفزوع إليه ، وهي كلها منصوصة في روايات عدة متظافرة.
ثم «الرحمن» هي في الدرجة الثانية من صفاته وأسمائه الحسنى ، فإنها الرحمة العامة بجميع خلقه ، ولا تعم صفات ذاته فضلا عن ذاته ، ف «الله» تعني الذات المقدسة بنوعي الصفات ، و «الرحمن» تخص صفات الفعل المتشعبة عن صفات الذات : «العلم والقدرة والحياة» فانها صادرة عن هذه الثلاث ، كما هي والذات واحدة وحدة الذات وصفات الذات ، دون زيادة صفات على ذات ولا تعطيل للصفات.
ثم «الرحيم» هي الثالثة حيث تخص خاصة الرحمات ولا تعم عامتها ، وهي والرحمن مبالغتان في الرحمة ، ولكنما الرحمن أبلغ من الرحيم لزيادة المبني وتوسّع المعنى ، والرحيم أرق وأدق لأقلية المعنى كما والمبنى ،