الخاصة ، كما هي له تكون لسواه ، مهما بان البون بين الرحمتين على أية حال.
كما والرحمن خاصة بالأولى لعموم الخلق والهداية فيها ، دون الأخرى حيث المعاد في المعاد هم المكلفون فقط لا سواهم ، والمرحومون بينهم هم المؤمنون لا سواهم ، والرحيم تعم النشأتين «فالرحيم أرق من الرحمن وكلاهما رفيقان» (١).
وقد تعم الرحمن الآخرة كما الاولى نسبيا ف (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) (٢٥ : ٢٦) فهو «رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما» (٢) حيث المكلفون كلهم يحشرون برحمة رحمانية كما خلقوا اوّل مرة ثم المؤمنون منهم يرحمون برحمة رحيمية.
ولأن الرحمة العامة أوفق بالأولى من الأخرى ، كما الخاصة أوفق بالأخرى من الأولى ، إذا ف «الرحمن رحمن الدنيا والرحيم رحيم الآخرة» (٣). (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ)
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٩ ـ اخرج البيهقي عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث تقسيم الحمد ، بين الله وعبده فإذا قال العبد بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الله : عبدي دعاني باسمين رفيقين أحدهما ارق من الآخر فالرحيم ارق من الرحمن وكلاهما رفيقان.
(٢) المصدر ـ اخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن سابط قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعو بهؤلاء الكلمات ويعلمه : اللهم فارج الهم وكاشف الكرب ومجيب المضطر ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
(٣) مجمع البيان للطبرسي عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ..