والتقوى والإصلاح بين الناس ألّا يفعله فنزلت الآية تنديدا به (١).
فهذه الآية تخطّئ فيما تخطّئ كلّ خطأ في الأيمان أيّا كان ، نهيا هنا عن أن يجعل الله عرضة لهذه الإيمان ، وفرضا في غيرها تحلّلها : (قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) (٦٦ : ٢) اللهم إلّا تحولا من فضيل إلى أفضل فانه أفضل ، ويحلّ تحلته دون فرض ، واما اليمين على الحرام او ترك الواجب او الالتزام بترك الراجح ، عالما او جاهلا فهي مرفوضة في شرعة الله فتحلّتها مفروضة.
وحتى إذا حلفت بالله ألّا تبرّ من لا يستحق البر كمن شارك في حادثه الإفك ، فعليك تحلّته إن تاب وكما كان من الخليفة أبي بكر بحق المسطح فانزل الله : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) فرجع ابو بكر عن يمينه.
اليمين الواجب تحلتها لا كفارة فيها إلا تحلتها ، واما الراجح فيكفر عنها في تحلتها ولا مؤاخذة فيها.
(لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) ٢٢٥.
(بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) قد تعني الأيمان اللّاغية ، كأن تجعل الله عرضة
__________________
ـ وسلم): إني ان شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها ، وفيه اخرج النسائي وابن ماجة عن مالك الجشمي قال قلت يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتيني ابن عمي فأحلف ان لا أعطيه ولا أصله قال كفر عن يمينك.
(١) المصدر اخرج ابن جرير عن ابن عباس قال كان الرجل يحلف على الشيء من البر والتقوى لا يفعله فنهى الله عن ذلك ، وفيه اخرج ابن المنذر عن ابن عباس في الآية هو الرجل يحلف الا يصل رحمة ولا يصلح بين الناس فأنزل الله هذه الآية.