فالأيمان الصحيحة الصالحة هي واجبة الحفظ وفي تحلتها مؤاخذة وكفارة : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٥ : ٨٩).
ف (بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ) تعني العقد اللاغي كالأيمان اللاغية ، أو المتعلقة بغير الصالح ولا سيما ترك واجب او فعل محرم ، فكفارة اللغو هي ما ذكر في الآية ، وأما كفارة لغو اليمين الصحيح فقد تكون هي هيه ، توسيعا ل «اللغو (فِي أَيْمانِكُمْ) تاشيرا من (وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ) ان لا تلغوها ، فاللغو في الأيمان يشمل الثلاثة كلها.
ففي التحلة المفروضة كفارة كما في الظهار والإيلاء وما أشبه ، ولكن المهم في كل حقول اللغو في الإيمان هو «ما (كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) من ظلمة التخلف والعصيان ، فاللغو في الأيمان أيا كان لغو بساحة الربوبية ، عرضة له في أيمان ، او جنة بها عن واجبات الإيمان ، او تحلّة عن واجب الحفظ من الأيمان ، فانها ثالوث فيه سالوس القلوب ، ذهابا لعقليتها ، فهي كخشبة نحرت وبليت ، بعد ما كانت سلسلة منقادة.
فمكاسب القلوب سيئة وحسنة هي المحاور الأصيلة لكل الحسنات والسيئات ، حيث القلوب هي أئمة العقول والعقول أئمة الأفكار والأفكار أئمة الحواس والحواس أئمة الأعضاء ، فهنالك تأثيرات متقابلة بين القلوب وسائر جنود الروح روحية وجسدية ، فحسنات الأقوال والأعمال والنيات وسائر الطويات ، كما السيئات ـ لها تأثيرات قوية على القلوب ، ثم القلوب لها أزمّة كل القوى خيّرة وشريرة ، فان كانت خيّرة بما كسبت فجنوده خيّرة ، وإن كانت