ينكرون خوارق العادات ، مؤولين لها ـ خلاف نصوصها القرآنية ـ بعاديات! خائضين في تيه التأويلات الباردة في آيات الله البينات ليحيدوا عنها خوارق العادات ، وهي هي بنفسها في قمة الخوارق ، وقد تحمل فيما حملت إنباءات عن خوارق اخرى في تاريخ الرسالات.
وليست الآيات المحيلة الرجوع الى الحياة الدنيا للأموات ك : (لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) (٦ : ٢٨) إلّا في الذين حظوا حظوهم من حياة التكليف قدر المقدر لهم ، ثم هم يطلبون الرجوع الى مزيد ، دون الذين لم يحظوا حيث أميتوا محنة وابتلاء ، ثم رجعوا لتكملة العدّة ، او الذين يرجعون وليس لهم تكملة كالراجعين يوم الرجعة من الذين محضوا الكفر محضا ، فإنهم لا يحظون برجوعهم إلا مزيد الكفر ، مهما حظى الذين محضوا الإيمان محضا مزيد الإيمان!.
ثم وترتيب القرآن خلاف تنزيله مما قد يوهن امر الرباط بين الآيات كما يطلبه الرابطون بينها كما يحبون ، ولكن الرباط في ترتيب التأليف حاصل من العليم الحكيم الذي رتبها بذلك التأليف الأليف ، مهما كان عميقا عريقا يحتاج الى تفكير.
فهنا تنديد بالفرار حذر الموت ، لامحا للتنديد بالفرار عن الجهاد حذر القتل ، وكلاهما من الفرار عن الموت.
فليست رباطات الآيات باهرة إلا لمن يذّكر فيها ، وليست هي قريبة قرب سائر الرباطات في سائر المؤلفات ، وانما هي رباطات وطيدة عريقة قريبة او غريبة لا بد من إمعان النظر فيها.
ثم ان هذا القرآن قد روعي في تأليفه ما يهتدي به المهتدون في كل طائفة طائفة من آياته الكريمة ، دون تفصيلات وتبويبات كما في سائر المؤلفات ، ولكي