القصة دون أصحابها ، مهما كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المخاطب هنا يعرف السائل والمسئول.
وجبين القصة يشهد أن ذلك الملا انما لجأوا إلى التماس ملك يقاتلون بقيادته في سبيل الله بما الجأهم إحراجهم فإخراجهم من ديارهم وأبناءهم ، وأن المحرج المخرج هو «طالوت» وقد فعل بهم وافتعل ما ألجأهم إلى أن يستيقظوا من نومتهم ، ومن وهدتهم إلى وحدتهم ، استتبابا لأمرهم الإمر ، فقد اجتمع أهل الرأي فيهم إلى نبي لهم من بعد موسى ـ أيا كان ذلك النبي ـ وقد كانت لهم وفرة غزيرة من النبيين والمرسلين قد تقتضي عدم ذكرهم بأسمائهم إلّا العظماء منهم كداود وسليمان وأضرابهما ، ولأن التسمية لا تزيد إيحاء لأصل القصة والقصد منها.
وعلى الجملة اجتمعوا إلى نبي لهم متسائلين (ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ).
وتراهم كيف يسألونه أن يبعث لهم ملكا ، دون أن يقودهم هو بنفسه للقتال في سبيل الله؟ والقيادات الروحية الرسالية هي بنفسها قيادات زمنية دون فاصل في شرعة الله بين القيادتين!.
فهل«كانت النبوة في بني إسرائيل في بيت والملك والسلطان في بيت آخر لم يجمع الله لهم النبوة والملك في بيت واحد»؟ (١) وقد جمعا في داود وسليمان ، بل وموسى (عليهم السلام) وأضرابهم ممن قادوا القتال في سبيل الله ، مهما نجد ملكا كذي القرنين ليس نبيا!.
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٢٤٥ ـ القمي وروى انه ارميا النبي فسلط الله عليهم جالوت وهو من القبط فأذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأموالهم واستعبد نساءهم ففزعوا الى نبيهم وقالوا : سل الله ان يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله وكانت النبوة ...