(فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) ٢٥١.
هزيمة عظيمة قليلة النظير لهؤلاء الكفار كما كانت لقريش في بدر من البشير النذير ، والعدد نفس العدد ، والعدد نفس العدد ، فقد (قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ) (١) ولم يكن يخلد بخلد أحد ان هذا الشاب القصير الصغير يقتل
__________________
(١) البحار ١٣ : ٤٥١ عن تفسير العياشي عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان داود واخوة له اربعة ومعهم أبوهم شيخ كبير وتخلف داود (عليه السلام) في غنم لأبيه ففصل طالوت بالجنود فدعا ابو داود داود وهو أصغرهم فقال : يا بين اذهب إلى إخوتك بهذا الذي قد صنعناه لهم يتقوون به على عدوهم وكان رجلا قصيرا أزرق قليل الشعر طاهر القلب فخرج وقد تقارب القوم بعضهم من بعض.
وفيه عن أبي بصير قال سمعته يقول : فمرّ داود على الحجر فقال الحجر يا داود خذني فأقتل بي جالوت فإني إنما خلقت لقتله فأخذه فوضعه في مخلاته التي تكون فيه حجارته التي كان يرمي بها عن غنمه بمقذافه ، فلما دخل العسكر سمعهم يتعظمون أمر جالوت فقال لهم داود : ما تعظمون من امرأة فوالله لئن عاينته لأقتلنه فتحدثوا بخبره حتى أدخل على طالوت فقال : يا فتى! وما عندك من القوة؟ وما جربت على نفسك؟ قال : كان الأسد يعدو على الشاة من غنمي فأدركه فأخذ برأسه فأفك لحيته عنها فأخذها من فيه ، قال فقال : ادع لي بدرع سابغة ، قال : فأتي بدرع فقذفها في عنقه فتملأ منها حتى راع طالوت ومن حضره من بين إسرائيل فقال طالوت : والله لعسى الله أن يقتله به ، فلما أن أصبحوا ورجعوا إلى طالوت والتقى الناس قال داود (عليه السلام) أروني جالوت فلما رآه أخذ الحجر فجعله في مقذافه فصك بين عينيه فدمغه ونكس عن دابته وقال الناس : قتل داود جالوت ، وملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر واجتمعت بنو إسرائيل على داود وأنزل الله عليه الزبور وعلّمه صنعة الحديد فلينه له وامر الجبال والطير يسجن معه قال : ولم يعط أحد مثل صوته ، فأقام داود في بني إسرائيل مستخفيا وأعطي قوة في عبادته.
وفي الدر المنثور ١ : ٣٢٠ ـ أخرج ابن جرير وابن عدي عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ... ثم قرأ ابن عمر الآية وفيه اخرج ابن جرير عن جابر بن عبد الله قال قال ـ