وقد يعني «الله» لأنه الله ف (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) ولأنه «لا اله الا هو فهو» (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ليس إلّا هو ولأنه (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ف (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) وهكذا حتى (الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) كل سابقة بسابغة برهان دليل على لاحقتها.
و «الله» ـ كما فصلناه في فاتحة الكتاب ـ علم للذات المقدسة كما قرره الله ف (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)؟ (١٩ : ٦٥) وليس مشتقا من شيء كما هو ليس مشتقا من شيء ، وكما ان ذات الله باللامحدودية الحقيقية دليل واقعي على وحدته ، كذلك اسم «الله» دليل وضعي دلالي على وحدته إذ لا سمي له ، فقد أجمع لفظيا ومعنويا على أن (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ).
ثم «هو» اسم مكنى مشار الى غائب (١) وهو هنا الهوية الغيبية المطلقة لا كسائر الغيّب الذين هم في الحق حضور وليس غيابهم إلا عن قصور ، إذا ف «لا هو الا هو» (٢) ، لست أقول إن الاسم الأعظم منحصر في / «الله ـ هو» فان هناك أسماء أخرى هي من الأعظم لفظيا كالرحمن ـ الرحيم ـ القيوم ـ العلي ـ العظيم اما شابه ، وأخرى عينيّة : ذاتية كالصفات الذاتية الثلاث ، ام سواها كالرسول الأعظم والمعصومين من آله الطاهرين.
ومن اللطيف الطريف ان لم يأت الاسم بلفظ الصفة في القرآن ولا مرة يتيمة ، ولكيلا يخيّل إلى سقاط الأفكار أنها زائدة على الذات المقدسة ، أم هي تختلف مع بعض.
__________________
(١) في توحيد الصدوق عن الباقر (عليه السلام) «هو» اسم مكنى ومشار إلى غائب فالهاء تنبيه عن معنى ثابت والواو اشارة إلى الغائب عن الحواس ، كما ان قولك هذا اشارة الى الشاهد عند الحواس ...
أقول : لتفصيل البحث راجع الى الفرقان ٣٠ سورة التوحيد.
(٢) في دعاء الامام علي (عليه السلام): يا هو يا من لا هو الا هو.