«الله» والباطن «هو» والصفات الذاتية الثلاث : الحياة والعلم والقدرة ، فالأولى من الحي ، والأخريان منه والقيوم ، كما الوسطى من «يعلم» بعد «القيوم» حيث القيومية تجمع قوام العلم والقدرة ، كما العلم لزامه القدرة.
ومن صفات الفعل الملكية والمالكية المطلقتان ، المستفادتان من (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) حيث اللام تجمعهما ككل.
والشفاعة : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ).
وسعة قضاءه وتدبيره بعلمه وقدرته وحكمته : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) ثم العلي العظيم.
وقد ذكر الله في القرآن كله (٢٦٩٧) مرة ، واقل منها بكثير «هو» ثم «الحي» خمس مرات و «القيوم» ثلاثا و «له في السماوات والأرض» وانحصار الشفاعة به وباذنه ، وسعة علمه المطلق مرات عدة ، وليس كرسيه إلّا هنا و «العلي» ثمان والعظيم خمس مرات.
وقد يكون «الله» هنا هو المبتدء لكل الأخبار التالية ، كما هو مبتد لكل ومبتدء وخبر واقعيا ، ف «الله» : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) «الله الحي» لا حي إلّا هو «الله القيوم» لا قيوم إلّا هو «الله لا تأخذه سنة ولا نوم» ليس إلّا هو «الله من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه» ليس إلّا هو «الله يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم» ليس إلّا هو «الله لا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء» ليس إلّا هو «الله وسع كرسيه السماوات والأرض» ليس إلّا هو «الله لا يؤده حفظهما» ليس إلّا هو «الله العلي» ليس إلّا هو «الله العظيم» ليس إلّا هو ، فان كل هذه من اختصاصات الربوبية الوحيدة المنحصرة بالله ، المنحسرة عما سواه.
__________________
(٦) وهي : لا اله الا هو ـ لا تأخذه سنة ـ ولا نوم ـ ولا يحيطون.