ثم «الله» يكفى كمجمل البرهان على توحيد الذات والأفعال ، و (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) توحيدا للصفات مع الذات ، و (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) توحيدا لأفعاله ، وهكذا تكون آية الكرسي سيدة القرآن ، ورب موحد فاز بتوحيد الذات دون الأفعال والصفات ، ام وتوحيد الصفات دون الأفعال ، ومثلث التوحيد ـ عقيديا ـ هو ذروته وقمته أن (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) ولا مؤثر في الوجود إلا الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، مع الحفاظ على الإختيار ـ أمرا بين أمرين ـ في اختيارية الأفعال ، حيث اللااختيار في مقدمات لها وتقدمات لا ينافي الإختيار (١).
فتعدد صفات الذات واقعيا يعدّد الذات ، سواء أكان ذلك بتعدد الذات ان يحمل كلّ واحدة من الصفات ، ام بوحدة الذات بعديد الصفات ، حيث العروض تركّب وان واحدا فضلا عن عديد الصفات العارضة على الذات!.
بل قد يكون الموصوف الواحد بعديد الصفات الزائدة على الذات هو أضل سبيلا من عديد الذات بالصفات ، فهنا قد تكون كل ذات بصفتها واحدة دون عروض ولا يمانعه إلّا استحالة تعدد الذات ، وهناك الذات الواحدة مركبة مع الصفات وهي في نفسها خلو عن الصفات مفتقرة إليها ، فهي ابعد عن الحق وأضل سبيلا ، فلو كانت أسماؤه تعالى وصفاته متعددة الحقائق في حين انها عين الذات فذلك تناقض بيّن بين الذات والصفات!.
ولو أنها عارضة على الذات فنفس عروضها حدوث وإن كانت في أنفسها واحدة! ولو كانت مركبة مع الذات منذ الأزل فحدوث ـ ايضا ـ قضية التركب مع الأزل وهو تناقض بيّن!.
__________________
(١) البحار ٤ : ١٦١ ح ٦ عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث التوحيد للمفضل ... لم يقدروا على عمل ولا معالجة مما أحدث في أبدانهم المخلوقة إلا بربهم فمن زعم انه يقوى على عمل لم يرده الله عز وجل فقد زعم ان ارادته تغلب ارادة الله تبارك الله رب العالمين.