وطعامه لم يتسنه ، تباينا ظاهرا في المصير ، والجو نفس الجو والمسير نفس المسير ، تعرضا لمؤثرات جوية ، هي على شرابه وطعامه اكثر من الحمار بمئات المضاعفات.
ولماذا عرض ذلك التغاير المغير المثير؟ لكي يرى مختلف التقدير من العزيز القدير والزمن واحد ، والجو فارد ، وباعث التسنة فيهما على حد سواء وارد.
ثم ولكي يتبين له عيانا بعد بيان انه كان ميتا مائة سنة ، فانه لم يتبين له طول أمد اللبث بحياته بعد موته الا (يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) وقد بين له حماره ، وأمامه شرابه وطعامه لم يتسنه.
ذلك! (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) رسولية ورسالية أماهيه؟ والواو هنا عطف على محذوف معروف بالسياق كالذي سبق ، فهو آية لنفسه أولا وآية للناس ثانيا ، ولكن الأصل هنا هو كونه آية للناس ، لا آية لنفسه إذ كان على يقين بما أصبح له آية!.
ولقد كانت آية للناس قوية لدرجة اعتبروه ابن الله : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) حيث أحياه الله بعد موته مائة عام ، وأحيا التوراة المفتقدة بيده ، فبهر اليهود لحد قالوا قولتهم الجاهلة القاحلة (عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ)! كما وردت في روايات عدة.
(وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ) عظام حمارك في القدر المتيقن لمكان (لِنَجْعَلَكَ آيَةً) دون «لنجعلكم» وقيلة القائل انها عظامه مردودة ب (ثُمَّ بَعَثَهُ) الدالة على كامل البعث ، فكيف بقيت ـ إذا ـ عظامه غير منشرة ولا مكسوة لحما حتى ينظر إليها؟ وما هي الحاجة إلى ذلك وفي النظر الى حماره كفاية! ثم (يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) لا تساعد على ذلك النشز والكسو!.