الحبيب ذلك الكيف قبل ان يسأل ، وكما رفعه في معراجه الى القمة المعرفية المنقطعة النظير حيث (دَنا فَتَدَلَّى. فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى).
فلنضرب الرواية المختلقة ـ الناسبة إليه الشك في إحياء الموتى ـ عرض الحائط ، ذودا عن ساحة الرسالة القدسية ، وتنزيها للخليل على هامش الحبيب (١).
ولقد ضمنت كيفية إحياء الموتى عجاب جمع الأجزاء المتفرقة كما كانت أول مرة ، فكما ان بعد الزمان هناك لم يكن بمبعد لاعادة الميت كما كان ، كذلك أبعاد المكان ام أية أبعاد ليست لها اي إبعاد لإحياء الموتى.
فحين تضل اجزاء في اجزاء ـ عنا ـ ليست لتضل عن مميت الأحياء ومحييها : (وَقالُوا أَإِذا (٢) ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ إِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ... قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (٣٢ : ١١) فقد زوّد إبراهيم في إحياء الموتى الى رؤية الكيفية لأصل الإحياء ، رؤية جمع الاجزاء التي ضلت بعضها الى بعض (٢).
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٣٣٥ ـ عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نحن أحق بالشك من ابراهيم إذ قال : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ...) ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي الى ركن شديد ، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي»!.
(٢) نور الثقلين ١ : ٢٨٠ في روضة الكافي متصلا عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لما رأى ابراهيم (عليه السلام) ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى جيفة على ساحل البحر نصفها في الماء ونصفها في البر تجيء سباع البحر فتأكل منها فتشد بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا وتجيء سباع البر فتأكل منها فيشد بعضها على بعض ويأكل بعضها بعضا فعند ذلك تعجب ابراهيم (عليه السلام) مما رأى وقال : رب ارني كيف تحيي الموتى؟ قال : كيف تخرج ما تناسل التي أكل بعضها بعضا ، (قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) يعني حتى أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها ، قال فخذ اربعة ...