وهو النقص (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) اي غير منقوص ، كأن تنقص من كرامة المنفق عليه ، او من طاقة له في صالحك بديلا عما أنفقت عليه.
ثم المنّان من كل منّان يعمان القال والحال والفعال ، مهما اختلفت الأحوال في مثلث المن.
فمن الناس من يمن في إنفاق في قلبه دون اظهار بمقال او فعال فهو أخف منا إذ ليست فيه أذى ، ومنهم من يظهر منه بقاله وفعاله كما في حاله ، فهو بثالوث المن أثقل منّا ، وبينهما عوان ، حيث يظهر منّا بقال أو فعال ، والكل مشمولة ل «منا» مهما شمل المن الظاهر «أذى» فانها أعم من ظاهر المن وسواه من أذى.
فكل منّ أو أذى حين الإنفاق ام تباعا له مرفوض في شرعة الإنفاق مهما لم يكن رئاء الناس ان أمكن كما في باطن المن دون إظهار ، فلا منّ في الإنفاق إسرارا ولا إعلانا ، وكما لا أذى على أية حال في إنفاق وسواه.
فالفقير هو بطبيعة الحال يحس المنّ حين ينفق عليه ، متأذيا من الفقر نفسه ، فكيف تمن عليه او تؤذيه في إنفاقك منا على منّ وأذى على أذى؟ فإن ذلك يثقل عليه منّه وأذاه من فقره والإنفاق عليه ، فهما ليسا ـ فقط ـ ليحبطان إنفاقك ، بل هو ظلم به وإزراء.
فلتجبر أنت الغني بانفاقك كسره واختجاله بكل احترام وتبجيل ، دون اي اخترام وتخجيل ، ولكي يصبح انفاقك له مزيد مقام واحترام ، لحد يصبح سده فقره ماليا على ضوء سده نفسيا وحاليا.
فالمن والأذى كما يسقطان الإنفاق ـ قرينين له ـ عن كونه في سبيل الله ، كذلك يحبطانه حين يتبعانه وإن بعد زمن بعيد ، فيصبح الإنفاق في سبيل الله نفاقا وفي سبيل الشيطان ، مهما كان المن ـ فقط ـ في الطوية دون ظهور ، أقل