فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) ٢٦٤.
مثال ماثل بين أعيننا للصدقة القاحلة الباطلة ، يتبعه مثال للتي تبتغى فيها مرضات الله ، صفتان متقابلتان بفاصل مرضات الله وغيرها ، بجامع الإنفاق ، مهما كان في الضفة الثانية اكثر وفي الأولى اقل ، ف «انما الأعمال بالنيات».
ف «المن والأذى ورئاء الناس وعدم الإيمان بالله واليوم الآخر» كل هذه الأربعة هي ردف بعض انها سبيل الشيطان مهما اختلفت دركاته ، في ثالوث الفسق والفاحشة والكفر ، كما ان سواها سبيل الله مهما اختلفت درجاته تركا لذلك الثالوث.
وإبطال الصدقات بالمن والأذى يعم ما إذا صاحباها ام تأخرا عنها ، وكما اختص النص السابق بالثاني (ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً).
وقيلة المتمحل ان الصدقة الصالحة لا تبطل بعد واقعها ، فانما الباطل هو ثوابها ، مردودة عليه بالنص (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ) «وان الثواب لمّا يأت حتى يبطل ، ثم الثواب الآتي هو نفس الصالحة الماضية بظهور ملكوتها ، فلتبطل هي من الآن حتى لا تظهر بمظهر الحق بعد الآن.
ولأن الإحباط بالنسبة للأعمال السابقة يعني إحباط الصورة الموجودة منها ، التي تتحول الى الثواب او العقاب ، دون نفس الأعمال السابقة او الجزاء اللاحق ، فليس الإحباط ـ إذا ـ من المحال حتى يقال عليه ما يقال : إن إحباط ما مضى في واقعه محال!.
واما آية المثقال (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فمخصصة بآيات الإحباط ، فالخير المحبط بما أحبطه لا يرى ، كما الشر