وهي المحرمات والرذيلات دون المتوسطات.
وترى (طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) هل تشملان الأولاد الطيبين ، لتفقهم في سبيل الله ، او ننفق من أموالهم؟.
اجل! «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وان ولده من كسبه» (١) ف «هم من أطيب كسبكم وأموالهم لكم» (٢) ف «أنت ومالك لأبيك» (٣).
فقد يجوز او يجب الإنفاق من اموال الأولاد ما لم يكن فيه إجحاف او إسراف ، بل كما تنفق من مالك.
فحصيلة المعني من الآية باختصار هي وجوب ان يكون الجود بأوسط الموجود او أفضله ، دون الدون والرديء الذي يعافه صاحبه ، او المحرم ، أما ذا من مثنى الثالوث : منا ـ او أذى ـ او رئاء الناس ، ثم إنفاقا من حرام ـ او من حلال رديء ـ او فضيل قليل.
ذلك هو الإنفاق اللائق الفضيل ، دون الرذيل الهزيل ، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ
__________________
ـ وآله وسلم) فأخبره فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ان تطوعت بخير آجرك الله فيه وقبلناه منك وامر بقبض الناقة ودعا له في ماله بالبركة.
(١) الدر المنثور ١ : ٣٤٧ ـ أخرج احمد وعبد بن حميد والنسائي وابن ماجة عن عائشة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...
(٢) المصدر اخرج عبد بن حميد عن عامر الأحول قال جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مالنا من أولادنا؟ قال : هم من أطيب كسبكم وأموالهم لكم.
(٣) المصدر اخرج عبد بن حميد عن محمد بن المنكدر قال : جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن لي مالا وان لي عيالا ولأبي مال وله عيال وان أبي يأخذ مالي؟ قال : أنت ومالك لأبيك.