غَنِيٌّ) عنكم وعن انفاقكم «حميد» إذا أنفقتم كما يرضاه ، حميد حين أنفق عليكم فأمركم بإنفاقه ، حميد حين لا ينفق المحاويج دون وسائطكم حيث الدار دار الأسباب والإختيار والاختبار.
(الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦٨)).
«الشيطان» بشخصه كأصل الشيطنات ، وبخيله ورجله كفروع وسطاء ، وبالأنفس الأمارة بالسوء تقبلا لوحي الشيطان ، «الشيطان» في ثالوثه المنحوس (يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) خلفية لازبة للإنفاق ، وكل إنسان يخاف الفقر فيحذر فيتحذر ـ إذا ـ عن الإنفاق حين يصغي الي وعد الشيطان.
(... يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) حين انه (يَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) في أموالكم ، فهل الفحشاء في ثالوثها ـ الإسراف والتبذير والإنفاق في غير حل ـ هلّا يخلف الفقر ، ثم الإنفاق العفو ، عوانا بين الإفراط والتفريط يخلف الفقر؟ إذا فباء الشيطان في امره بالفحشاء يجر ، وباء الرحمن في امره بالإنفاق لا يجر (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى)!.
ومن الفحشاء في ترك الإنفاق الشيوعية وما أشبهها من مخلّفات الإقتار ، فانها تهلكة للأثرياء المقترين ، ولا سيما المسرفين في مصارفهم الفوضى اللامبالات على أعين المعدمين ، فإنهم ـ ولا بد ـ يوما مّا يتفجرون في وجوه هؤلاء المترفين.
فقد يأمرهم الشيطان بترك الإنفاق ، وبالفحشاء في مصارفهم إعلانا وهو يأمرهم بالفحشاء الاقتصادية من قبل المعدمين كخلفية لا حول عنها اسرارا ، حيث الفحشاء الأخيرة هي من خلفيات فحشاء الإقتار عن الإنفاق ، وفحشاء الإسراف والتبذير في شهواتهم أنفسهم!.