أعطاه الله حفظ كتابه وظن ان أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد غمط أعظم النعم» (١) و «كل مؤدب يحب ان يؤتى أدبه وأدب الله القرآن فلا تهجروه» (٢) و «أول ما يرفع من الأرض العلم فقالوا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرفع القرآن؟ قال : لا ولكن يموت من يعلمه ـ او قال ـ من يعلم تأويله ويبقى قوم يتأولونه على أهوائهم» (٣).
فالحكمة التي هي ضالة المؤمن (٤) هي حكمة القرآن حيث يفتش عنها المؤمن ، فضالتها ـ إذا ـ ما ضلت عنه ويتحراها ، ثم مضلّة المؤمن هي الحكمة البشرية المختلقة.
فكل إخلاص على ضوء القرآن هو نبعة لحكمة معرفية ، ف «من أخلص لله أربعين يوما تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» (٥).
وحين يكون «القرآن منار الحكمة» (٦) فما سواه هو نار الحكمة ، حيث ان الحكمة المعرفة والتفقه في الدين فمن فقه منكم فهو حكيم ، وما احد يموت من المؤمنين أحب الى إبليس من حكيم (٧) وهل يصدر فقه الدين في أصوله وفروعه إلا من وحي القرآن؟!.
__________________
ـ (٣) المصدر اخرج ابو نعيم في فضل العلم ورياضة المتعلمين والبيهقي عن أنس ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ...
(١ ـ ٥). المصدر كلها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسانيد عدة.
(٦) نور الثقلين ١ : ٢٨٧ ـ علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وقد ذكر القرآن ـ لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه ، مصابيح الهدى ومنار الحكمة.
(٧) المصدر في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) فقال : ان الحكمة المعرفة ...