و «هي طاعة الله ومعرفة الإسلام» (١) وهل لهما منار إلّا حكمة القرآن؟.
ولقد اوتي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن واوتي من الحكمة مثل القرآن (٢) وهو السنة المفسرة للقرآن. و «الحكمة ضياء المعرفة وميزان التقوى وثمرة الصدق ، ولو قلت ما أنعم الله على عباده بنعمة أنعم وأنظم وأرفع وأجزل وأبهى من الحكمة لقلت قال الله (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) أي لا يعلم ما أودعت وهيأت في الحكمة إلا من استخلصته لنفسي وخصصته بها ، والحكمة هي النجاة وصفة الحكمة الثبات عند أوائل الأمور والوقوف عند عواقبها وهو هادي خلق الله إلى الله (٣) «ورأس الحكمة مخافة الله» (٤) وهي «حقيقة الإيمان» (٥).
__________________
(١) المصدر في محاسن البرقي عن أبيه عن النضر بن سويد عن الحلبي عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الآية فقال : ...
(٢) نور الثقلين ١ : ٢٨٧ عن مجمع البيان وروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال : ان الله آتاني القرآن وآتاني من الحكمة مثل القرآن وما من بيت ليس فيه شيئ من الحكمة إلا كان خرابا.
(٣) المصدر عن مصباح الشريعة عن الصادق (عليه السلام).
(٤)المصدر عن الخصال عن الزهري عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال : كان آخر ما أوصى بالخضر موسى بن عمران (عليه السلام) أن قال له : لا تغيرن أحدا ـ الى قوله ـ : رأس الحكمة مخافة الله.
(٥) المصدر عن الخصال عن أبي جعفر (عليهما السلام) قال : بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم في بعض أسفاره إذا لقيه ركب فقالوا : السلام عليك يا رسول الله ، فالتفت إليهم وقال : من أنتم؟ فقالوا مؤمنون ، قال : فما حقيقة إيمانكم؟ قالوا : الرضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله والتفويض الى الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علماء حكماء كادوا ان يكونوا من الحكمة أنبياء ، فان كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون ولا تجمعوا ما لا تأكلون واتقوا الله الذي اليه ترجعون.