سؤل ، فلا نذر دونهما ، ولا فوضى فيه تشمل كل إلزام والتزام في غير ما خوف او رجاء ، فانما النذر بين خوف ورجاء.
وهنا (فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ) بشارة لمن ينفق صالحا او ينذر صالحا ، فانه وعد المنفقين ما وعد ، وهو قادر على تحقيق ما وعد ، وهو العالم بما فعلت ، فانتظر ـ إذا ـ ثوابه عاجلا او آجلا.
ثم هي نذارة لتارك نفقة او نذر طالحا ام دون ما يجب ، وهو القادر على نقمة الظالمين ، العالم بما يعمله الظالمون ، سوف يعاقبهم ، فلينتظروا عقابه عاجلا وآجلا.
فشعور المؤمن بانّ عين الله ناظرة حاضرة إلى نيته وعمليته ، يثير في حسه مشاعر متنوعة حية ، تحذرا عن كل محظور في جنب الله ، وتنضّرا بكل انفاق منظور او منذور في شرعة الله ، وليكون على نبهة وأهبة واستعداد ، سلوكا إلى الله ، حصولا على مرضات الله.
(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (٢٧١).
لكل من إبداء الصدقات وإخفاءها خير وكما في كل عمل صالح ، ف «عمل السر أفضل من العلانية والعلانية أفضل لمن أراد الاقتداء به» (١) وهنا في الصدقة فالأفضل «جهد من مقل وسر الى فقير» (٢) فان السر ابعد من الرئاء.
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٢٥٢ ـ اخرج البيهقي في الشعب عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...
(٢) المصدر اخرج الطيالسي واحمد والبزاز والطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب عن أبي ذر قال قال ـ