فأخذ السمن بديلا عن قدره من اللبن هو الاكل بالباطل عشرين ضعفا.
ثم ولا تختص الربا المعاملية بالبيع ، حيث تعم كل المعاملات الربوية ، ولا بالمكيل والموزون ، بل والمعدود وما أشبه من غيرهما كالأراضي ، وبالأحرى لا تختص بربا القرض.
فقد تأتي الربا في كافة المعاملات قرضا وسواه ، نسيئة أو نقدا ، فإن الربا ـ كما تدل لغويا ـ هي الزيادة ، اعني الزيادة عن المستحق ، مهما كانت ربا القرض من أربى الربا ، ثم ربا البيع وسائر المعاملات ، ولا تعني مقارنة البيع بالربا أنها في غير البيع حيث يعنى منه الصحيح العدل الذي ليس فيه ربا.
ومهما اختصت آية الربا بربا القرض أم والبيع بمناسبة مورد نزولها ، فليست لتختص بمواردها السابقة ، بل هي تحلّق بطليق لفظها على كل زيادة عن المستحق ، مهما كان الأذان بحرب من الله ورسوله يختص بقسم منها.
(لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ).
وقد يعني من القيام كل قيام في الحياة ، في الأولى والأخرى ، واختصاص الروايات بالأخرى ليس ليختصه بها فإن طليق القيام يشملهما ، لا سيما وأن الأخرى هي حصيلة الأولى ، فقيام المتخبط في الأخرى ليس إلّا ظهورا لقيام متخبط في الأولى ، وقد يروى عن رسول الله (ص) قوله «يأتي آكل الربا يوم القيامة مختبلا يجر شقيه» ثم قرء الآية (١).
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٣٦٥ ـ أخرج الأصبهاني في ترغيبه عن انس قال قال رسول الله (ص) إياك والذنوب التي لا تغفر ، الغلول فمن غل شيئا أتى به يوم القيامة وأكل الربا ..
وفي نور الثقلين ١ : ٢٩١ علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله (ص): «لما أسرى بي إلى السماء رأيت قوما يريد أحدهم أن ـ