الضابطة إرجاع كل فرع إلى أبعد أصوله كبعد الحنطة من الشعير ، فكل ثمرة مع أصل شجرتها كالكمثرى مع خشبها ، وكل لبن مع أصل صاحبه ، وكما كل فروع الألبان مع أصولها ، أم وكل جوهرة ثمينة مع أصلها التراب بمواده ، كل هذه وتلك متجانسة متماثلة!.
إذا ـ فمن يبدل منّا من سمن بمن وزيادة من لبنه ، أو يبدل منّا من الكمثرى بمن وزيادة من حطبها أمّا شابه ، فقد أكل ربا وهو خاسر عشرات الأضعاف؟.
وأي ذنب لغير المكيل والموزون حتى تحل فيه الربا ، وأي ذنب لغير وحدة الأصل حتى تحل فيه الربا ، ولا أصل لوحدة الأصل إلّا وحدة السعر ، حيث الأصل في الأمتعة هو السعر دون كميته أو نوعيته أو كيفيته ، والمعيار في السوق هو عيار السعر دون سائر الجهات.
فحين يراعي الرسول (ص) الرطوبة واليبوسة في أصل واحد من الرطب والتمر ، أفلا يراعي الرطوبة في اللبن المجّد وغيره أو السمن أو ما أشبه؟!.
وليت شعري كيف يسوى الشعير الوليد الحرام بالحنطة الحلال ، وإن لم يكن منها لم يكونا من اهل واحد تحرم الربا بينها.
فالإسلام ليس ليحارب الضرورات العقلية والفطرية ، فما هو ذنب المكيل والموزون في جنس واحد أن يكون فيه الربا دون غيرهما والجنس مختلف.
وإذا كان المناط في وحدة الجنس وحدة الأصل ، فهل هو يشمل ما بعد
__________________
ـ تبارك وتعالى أمر آدم أن ازرع مما اخترت لنفسك وجاءه جبرئيل (ع) بقبضة من الحنطة فقبض آدم (ع) على قبضته وقبضت حوا على أخرى فقال آدم لحوا لا تزرعي أنت فلم تقبل أمر آدم فكلما زرع آدم جاءه حنطة وكلما زرعت حوا جاء شعيرا!.