القوم سيفتنون بأموالهم ... ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية فيستحلوا الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع» (١) وقال (ص): «ليأتين على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا فمن لم يأكله أصابه من غباره» (٢).
وتلك الحيل هي من شيمة اليهود وقد تسربت فترسبت بين متشرعين! من الأمة الإسلامية ، فقد استحلوا صيد الحيتان يوم سبتهم بحيلة شرعية! كما قال الله : (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ. وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ. فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ. فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) (٧ : ١٦٣ ـ ١٦٦.
فحرمة الربا هي كحرمة صيد السبت هي مصلحة للحفاظ على صالح الإقتصاد وسواه ، وليست أمرا خياليا أو اعتباريا يتحول بتحول النية أو الحيلة الغيلة ، فالربا ـ هي ـ ربا على أية حال سواء أكلتها من قدام أو من الوراء ، وليست تسمية الربا بالبيع أو المصالحة أمّاهيه من تسميات محتالة إلّا كتسمية السفاح بالنكاح (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا).
إذا فالصحيح في السماح لذلك الاحتيال غير صحيح كما فيه «... فقلت له
__________________
(١) نهج البلاغة عن علي (ع) أن رسول الله (ص) قال له يا علي : إن القوم ...
(٢) الدر المنثور ١ : ٣٦٧ ـ أخرج أبو داود وابن ماجة والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول (ص): ...