أنصار ، وقلّ في أعمار ، وقلّ في الحظوظ المطلوبة من وفر المال ، قلّات في جهات وحالات رغم ما يخيّل إلى الجهال أنها غلّات.
فأما قلّ الآخرة فباهر ظاهر (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) فإن أعمالهم ـ المشروطة بحل أموالهم ـ تصبح هباء وخواء ، إضافة إلى أصل الربا (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
ثم قلّ في سماح الروحية الإنسانية لآكلها ، وقلّ في رحمة الآخرين وعطفهم له ، عداء عليه وهياجا لنفوس البائسين المعدمين على النقمة منه ، وتحريضا تدريجيا جماعيا على جموع المرابين يهدد كونهم وكيانهم استئصالا لنائرتهم ، وقذفا لهم إلى بائرتهم.
وإضافة إلى كل قلّ ، هو في قلّ من ماله ومن رأس ماله ، فإن آكل الربا مديون فيما أكله ، مديون فيما بقي عنده أو أسلفه ، مديون في رأس ماله أم وزيادة إن كان أكل أكثر منه ، ولكن المتصدق أو التائب فإلى كثر ، حيث التائب يعفى عن ذنبه وعما سلف وله رأس ماله مهما كان قدر ما أخذ أو أكثر ، فكما الله يأمرنا بإعطاء أموال مجانيا لحاجيات مادية ، كذلك وبأحرى في الحاجيات الدعائية جذبا للمرابين إلى التوبة ، وتقابلها الصدقات تماما حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، حيث تبسط الرحمة والحنان والعطف والسماح وصنائع المعروف في كل حقولها.
فيا له من تفسير علي جلي لمحق الربا أنها «وإن كثر فإلى قل» وهو يعم كافة القلّات فردية وجماعية ، مادية ومعنوية ، دنيوية وأخروية ، فالمرابي إذا هو في ثالوث القلّ.
فقد نرى قلها في الحقل المادي منها في عيشته القلّ حيث يضنّ المرابي