رعايته ، فليملل وليه بالعدل كما أذن له.
فالسفيه الذي لا يؤمن على إملاله ـ إذ لا يحسن تدبير أموره ـ هو بحاجة إلى (وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) حفاظا على حقه كمدين ، فلا يملل زائدا على ما عليه.
والضعيف الذي ليس سفيها خفيف العقل ، ولكنه خفيف الهمة أم خفيف المعرفة في الإملال لصغر أو جنون أو ما أشبه ، هو أيضا بحاجة إلى (وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ).
والذي لا يستطيع أن يملل على رشده في العقلية والمعرفة ، لا يستطيع إذ لا يعرف الكتابة ، أم هو مريض لا يسطع عليها على معرفته كالأبكم أو معقود اللسان ، هو الثالث في هذا الحقل في الحاجة إلى (وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ).
فالأمر الذي لا بد منه هو إملال الدين بالعدل ، فإن استطاعه الذي عليه الحق فهو عليه ، وإلّا (فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ).
(وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ ...) وترى الشهادة هنا تختص بمن يملل وليه بالعدل تكملة للثقة بذلك الإملال؟ و (ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً ...) تعمم الشهادة لكل تداين ، مهما كانت فيما يملل الولي بالعدل أهم وأقوم.
ثم (مِنْ رِجالِكُمْ) تشرط الإيمان في هذه الشهادة ، ومن ثم (مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ) تشترط الثقة وهي أعم من العدالة.
(فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ).
وهذا النص يختص هذه الشهادة برجلين مرضيين ، ثم (فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ) وأما «أربع نساء» فلا ، حيث ان وحدة البديل دليل اختصاص البديل بما اختص.