عليه وآله وسلم) أن يحكم بغير ما أنزل الله فضلا عن مثل الخليفة عمر!. فقد خالف ـ في ابتداع الطلقات الثلاث دفعة واحدة ـ كلا العقل والشرع ، او انه قلد العقلية الكنسية الثالوثية جمعا بين نقيضي الواحدة والثلاث ، ثم تابع بولص في نسخ الشرعة الإلهية! ومن أفضح الفضيح اعتذار شيعته انها بدعة حسنة ، رغم انها قبيحة عقليا وشرعيا ، وليت شعري كيف تابعه جماهير من فقهاء الإسلام في بدعته خلافا للعقل والشرع ، وإنها لطامة كبرى وحدث هائل في تاريخ الفقه الإسلامي!.
وقد قال الله : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ... فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ... فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (٥ : ٤٤ ـ ٤٧ فكيف إذا حكم خلاف ما أنزل الله؟! وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «من ادخل في أمرنا ما ليس منه فهو رد» (١).
ومن أغرب ما ورد عن الخليفة عمر سماح التشريع للناس كما سمح لنفسه : فألزم كل نفس ما لزم نفسه (٢).
وليت شعري كيف يجوز إلزام الناس بما لزموا أنفسهم كأنهم كلهم مشرعون لأنفسهم؟ خلافا لما ألزمهم الله إياه!.
هكذا كان يلعب بكتاب الله ، لا فحسب بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، بل وهو بين ظهرانيهم ، فقد «أخبر رسول الله (صلى الله عليه
__________________
(١) آيات الأحكام للجصاص ١ : ٤٤٩ عنه (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٢) وعن الحسن ان عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى الأشعري : لقد هممت ان اجعل إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس ان اجعلها واحدة ولكن أقواما جعلوا على أنفسهم فألزم كل نفس ما لزم نفسه من قال لامرأته : «أنت علي حرام فهي حرام ومن قال لامرأته أنت بائنة فهي بائنة ومن طلق ثلاثا فهي ثلاث» (كنز العمال ٥ : ١٦٣ نقلا عن أبي نعيم).